لطالما كانت الإعلامية اللبنانية نجوى قاسم رديفة للحدث ومحيطة بتفاصيله، تارة بالتحليل والتناول وتارة بالسبق والإخبار، لكنها اليوم تجيء بصفتها الحدث نفسه بتصدر خبر رحيلها المشهد الإعلامي العربي.
توفيت نجوى قاسم، وأغمضت إغماضتها الأخيرة بعد مسيرة إعلامية ثرية بالأحداث والإنجازات، ونالها الموت الذي نجت منه قبل 16 عاماً حين نهضت في 2004 من بين حطام انفجار استهدف مكتب قناة العربية في بغداد، حاملة المايكرفون لتبُث على الهواء وقائع الحادث قبل أن تهرع إلى الشارع لإيقاف السيارات لنقل الجرحى للمستشفيات فيما كانت هناك جثث عدة قد تناثرت أشلاؤها جراء قوة الانفجار.
نجوى قاسم، المذيعة والمقدمة التي عرفت ببرامجها السياسية في قناة العربية، شقت نجوميتها الأولى من خلال عملها مراسلة حربية في أفغانستان والعراق ولبنان لحساب تلفزيون المستقبل اللبناني، فالتحقت بقناة العربية في العام 2004 رغبة منها في قناة أكثر تخصصاً في الأخبار السياسية.
حصلت قاسم على جائزة أفضل مذيعة في المهرجان العربي الرابع للإعلام في بيروت عام 2006، ورشحت في العام 2011 ضمن أقوى 100 سيدة في العالم العربي من قبل مجلة «أريبيان بزنس»، وحصلت في العام 2012 على جائزة مؤسسة مي شدياق للإبداع التلفزيوني.
درست الهندسة المعمارية، لكن شغفها بالإعلام قادها لتحقيق التميز في الساحة الإعلامية التي شقت طريقها فيها متسلحة بموهبتها وإمكاناتها المميزة في التقديم، لتضع خطواتها بثبات وتنجح في تحقيق شعبية واسعة من خلال نشرات الأخبار وعملها كمراسلة فضلاً عن برامجها الحوارية.
آخر ماغردت به نجوى، كان محتوى لها خلال الاحتفال برأس السنة الجديدة في دبي، أرفقته بفيديو للألعاب النارية في برج خليفة معلقة: «يا رب عام خير على الجميع يا رب يا رب.. يا رب احفظ بلادنا، وعينك على لبنان».